مقالة تجريــبية في مدونة قصة

 

 

ملصق ترويجي لمسلسل "تحت الوصاية" 

مركب منى زكي وصل شاطئ الأمان في الأعمال الدرامية الرمضانية لعام 2023، ليس بر الأمان وحسب إنما تمكن من حجز مكان في قمة النجاح والوصول بقيادة المخرج محمد شاكر خضير، وتأليف خالد وشيرين دياب، حيث تمكنا من الإفلات من حتمية الـ (30) حلقة ليقدموا قصة ممتعة بأحداث مكثفة ومتسارعة وتلامس القلب بـ (15) حلقة فـ كان "تحت الوصاية" عنوانا بدأ جدله من الملصق الترويجي وانتهي بدمعة أعلنت نجاح المسلسل وتميزه.

الاتهامات التي طالت المسلسل بسبب إعلان ترويجي ظهرت فيه منى زكي وهي بطلة المسلسل محجبة بدون مساحيق تجميل وبحواجب كثيفة تلاشت، ومن قال إنها - أي منى زكي- شوهت صورة المحجبات سقطت فرضيته، فالحجاب جزء من شخصية حنان التي هربت بمركب زوجها المتوفي من أجل "رزق" أولادها بعد أن استولى أخو زوجها على المركب، الحجاب لم يكن عائقا ولا موضوعا إنما هو كما كل المحجبات جزء من حياتها، ارتدت ملابس للعمل وملابس لمشاهد الفرح القليلة في المسلسل، وكانت حنان في كل الأحداث سيدة قوية، مؤمنة، جميلة، وأم تحمل في وجهها وصفاتها معنى الأمومة.

الملصق الترويجي الذي أثار الجدل 

وإن كان هناك تقاطع بين ما قدمه "تحت الوصاية" ومسلسل "فاتن أمل حربي" الذي بث في رمضان 2022 من حيث الموضوع، وإثارته لإحدى قضايا المرأة والأسرة، ومن حيث الشكل بالبدء بفقرة ترجعنا للزمن قبل بداية أحداث المسلسل، إلا أن صناع العمل في "تحت الوصاية" كانوا أكثر قدرة على فهم جمهور المسلسلات الرمضانية لذا لم يغرق المسلسل بالتفاصيل القانونية ولم يقدم مرافعات قضائية، ولم يدخل في قصص ومواضيع كثيرة تشتت الأحداث وتقلل التعاطف مع القضية، كما فعل "فاتن أمل حربي" الذي كان بطله كاتبه إبراهيم عيسى بشخصيته وأفكاره وطريقته.

مركب منى زكي حمل قصة واحدة، ونقل وجع واحد وعلى الرغم من حساسيته لقضايا المرأة وعدم تنميط صورتها إلا أنها جاءت بشكل عفوي، فـ حنان كانت تستعين بسائقة تعمل مع إحدى تطبيقات النقل، وحينما احتاجت  لحل لبيع السمك كانت سيدة من قدمت لها المساعدة، وكانت الأخت هي من تقف سندا في ظهر اختها، لكن كل تلك النماذج قُدمت بشكل عفوي في قصة المركب و"سرقته" لصيد الأسماك والجمبري، ضمن مشاهد وأحداث مكثفة، وبناء جيد للشخصيات ومنطقية في تفاعلهم وتحركهم إلى حد كبير.

قضية المسلسل واضحة تتحدث عن وصاية الأم لأولادها بعد موت الوالد، لكن القضية قُدمت ضمن قصة فيها من الإثارة ما يضمن بقاء الجمهور متواصل مع الأحداث ومنتظر الحلقة القادمة، ليس من أجل تعديل القوانين إنما ليشاهد ماذا سيحدث لحنان.. وكيف ستخرج من ورطتها.. كيف ستبيع صيدها.. وماذا ستفعل مع البحرية ؟ حتى يصل الحلقة الأخيرة وهو متعاطف مع حنان ومع حقها في الوصاية على أولادها لا سيما بعد موت جدهم!

مشهد من المسلسل 

"تحت الوصاية" لم يقدم قضية وحسب إنما قدم دراما فيها قصة محبوكة وتصوير متقن وموسيقى تصويرية مناسبة، وأداء ممثلين قمة في الإقناع، خاصة الطفل عمر شريف والذي أدى دور ياسين ابن حنان/ منى زكي والذي كان بطلا حقيقيا في المسلسل، كما أن العمل تمكن من إبراز أحمد خالد صالح كممثل حقيقي وكأنه أول مرة يظهر في مسلسل وكأنه بدأ مشواره من "تحت الوصاية".

أما منى زكي تمكنت من الرد على الاتهامات والهجوم بأداء عملاق ابتلع كل ما قيل ورماه في البحر، فاحترق حينما احترق مركب حنان ليضيء نجاحا في سماء الدراما.

تعديل المقال