آخر المقالات

عن فرج سليمان والنجاح والخيبة

فرج سليمان 

كان غياب "البيت الثاني" لأغنية غير مكتملة كفيلا بأن يصنع نجاحا وفكرة، حينما قدم عازف البيانو والملحن فرج سليمان أغنية "إسا جاي" دون اكتمالها بتعبئة المقطع غير المكتمل بـ "تي رارا تي رارا رارا…. ".

ورغم الانتشار للأغنية غير المكتملة التي تم تقديمها في حفل ثم نشر الحفل على يوتيوب، لم يشجع ذلك النجاح الشاعر على إكمال الأغنية، لكن فرج سليمان قدم ألبومًا كاملا أطلق عليه اسم "البيت الثاني"، وهذه حركة ذكية جدا تعاون خلالها مع مؤلفين فلسطينيين قدموا مزيجا من الرومانسية والعمق والفكاهة، وبدلا من بيت ثاني لأغنية "إسا جاي" قدم عامر حليل أغنيتين في هذا الألبوم

ورغم هذا التنوع إلا أن الألبوم لم ينتشر بشكل واسع، كما الأغنية السابقة، والألبوم اللاحق "أحلى من برلين" والذي أحدث انتشارا على مستوى الوطن العربي، حينها عاودت الاستماع لألبوم "البيت الثاني" لأكتشف جمال المعاني، بالإضافة لاكتشاف ألبوم للأطفال وعلى الرغم من تشابه اللحن في كثير من الأحيان إلا أنه تجربة أكثر من رائعة.


أحلى من برلين كان أحلى من أي ألبوم حيث أن توقيع الألبوم لمجد كيال للكلمات أما الألحان والغناء بتوقيع فرج سليمان، وكان الجمال يكمن بأنك في اللحظة التي تقرر فيها سماع الألبوم فأنت تدخل في تجربة حياتية كاملة "تفتح في رأسك" الأسئلة عن الاحتلال، الحب، الرغبة، المغامرة وتجد نفسك متقبلا لكسر الكثير من القواعد في الأغنية، وبكل صراحة لأول مرة استبدل صوت فيروز صباحا لأذهب يوميا في رحلة إلى حيفا ويافا مع "أحلى من برلين".

تجربة فرج سليمان كافية أن تقول أن النجاح يمكن أن يتحقق في بيت واحد، وأن الذكاء يكمن بإنتاج ألبوم من أجل "البيت الثاني"، وأن الانتشار يتحقق في التفرد والتلقائية بغناء تفاصيل يومية

لم يمضِ ٣ سنوات حتى أطلق الثنائي ألبومًا جديدا يحمل اسم "جبنا للولد بيانو"، طيب ليش؟  أقصد لماذا هذه السرعة في إطلاق ألبوم جديد، كان يمكن استثمار نجاح "أحلى من برلين" للترويج لباقي أغاني الألبوم التي لم تجد ذات الانتشار، كان يمكن إعادة طرح أغاني ألبوم "البيت الثاني" بطرق جديدة.

في بلاد يصعب فيها صناعة النجم وإدارته ويغيب مدراء الأعمال المحترفين عن الفنانين، لماذا الاستعجال في إصدار ألبوم جديد؟ ولماذا استنساخ النجاح؟ كان يمكن تقبل الألبوم لو أنه الأول لكنه بعد "أحلى من برلين" استنساخ لتجربة كان أمامها الوقت لتأخذ أشكالا عدة من النجاح، ولا يعني نجاحها أن استنساخها سوف ينجح، كان أولى أن يظل الاستثمار بالألبوم الناجح أصلا، وانتظار وقت لإخراج منتج جديد مختلف يمكن أن تكون أغنية واحدة لا ضرورة إلي هذا الكم من الأغاني المكررة، فتجربة فرج سليمان كافية أن تقول أن النجاح يمكن أن يتحقق في بيت واحد، وأن الذكاء يكمن بإنتاج ألبوم من أجل "البيت الثاني"، وأن الانتشار يتحقق في التفرد والتلقائية بغناء تفاصيل يومية

أما الخيبة فهي أن تمتلك وتشعر بكل المؤشرات وتضعها جانبا لتذهب إلى الاستنساخ والاصطناع والكثرة والعادية.

 

هبة جوهر
بواسطة : هبة جوهر
صحفية ومعدة برامج رئيسية، عملت هبة في عدد من وسائل الإعلام المحلية والدولية، حيث اكتسبت خبرة واسعة تمتد لأكثر من 10 سنوات في مجال الصحافة والإعلام المكتوب والمسموع والمرئي.
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-